إن فن التدريس يقع في القدرة على عرض المشكلات بالقدر من التعقيد الذي تصبح معه ذات معنى بالنسبة للطالب مع بقائها على بعد خطوة واحدة من قدرته الحالية . بهذه الطريقة يصبح التعليم عملية جذابة تغري فيها المشكلات ذاتها الطالب على بذل الجهد في سبيل الحل . ولا شك في أن ذلك يوضح إلى أي مدى تصبح الحاجة هنا ماسة إلى حساب الفروق بين الطلاب فالبعض يعمل ببطء في حين يعمل البعض الآخر عن طريق طفرات إبداعية، والبعض يحتاج إلى توجيهات مطولة للإبقاء على نشاطهم في حين يعمل البعض الآخر بشكل أحسن إذا ما ترك وشأنه ليستخدم رسائله الخاصة . البعض يظل في المشكلة الواحدة حتى يحلها تماما قبل أن يبدأ في غيرها في حين قد يفضل البعض الآخر أن ينتقل بسرعة من مشكلة إلى أخرى في سعيه إلى حل المشكلات ابتداء من تلك التي لا تستعصي عليه أولا وهكذا ـ وفي النهاية فإنهم جميعا ينجزون وهم جميعا يحصلون على نفس الشعور ولكن ماذا يحدث إذا لم ننتبه إلى هذه الفروق ؟ هناك حالات لمشاهير المبدعين الذين لم يكن لهم أي حظ من التفوق في التحصيل المدرسي . فقد أخبر والد " شارلز دارون " أن ابنه لن يصل إلى شيء يذكر لأنه فاشل في دراسته . وكان " ألبرت أينشتين " متخلفا في مادة الحساب في مرحلة الدراسة الابتدائية . ولعل ذلك يؤكد لنا أهمية إيجاد الفرص أمام الطفل في هذه المرحلة للشعور بالإنجاز والبهجة في أي مجال يجد فيه الطفل نفسه كفئا، إن ذلك يجب أن يكون هدفا هاما من أهداف المدرسة الابتدائية .
التعريف والاكتشاف
نتعرف ونكتشف الطلاب اصحاب الفروق الفردية
ماهى الفروق الفردية
نظرة شرعيه وقراءة واقعية
إن الله سبحانه وتعالى لما خلق الخلق جميعا ونثر عليهم من مواهبه, جاء كل واحد منهم مختلفا عن الآخر لا يشابهه ولا يطابقه, وقد أكد الله سبحانه هذا الاختلاف { وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ}.
وهذا التفضيل قد يكون بالجسم أو بالعلم أو بطريقة التفكير أو بالأمور المادية. قال الله حكاية عن طالوت: { وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } (البقرة247).
لذلك حرص الإسلام على مخاطبة الناس على قدر عقولهم وعلى مقدار ما يستوعبون ويفهمون؛ فورد في صحيح الإمام مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه: " ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة".
وورد عن علي رضي الله عنه " حدثوا الناس بما يطيقون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟".
ومعنى هذا الكلام كله أن الإسلام أقر بالفروق الفردية بين الأشخاص والأفراد، أو بمعنى آخر أقر مبدأ الاهتمامات المختلفة، فما أهتم به أنا ليس بالضرورة أن تهتم به أنت, وما يهتم به ولدي هو غير الذي أهتم به. مع وجود قاعدة أساسية لهذه الاهتمامات والاختلافات.
وإن كان هذا الكلام ينطبق على المجتمع المسلم كله فكان لزاما على كل مسؤول ينتبه لهذه الفروق .
الرسول عليه الصلاة والسلام وتعامله الشريف مع الفروق الفردية :-
القدوة العظمى عليه الصلاة والسلام اهتم بهذه الفروق الفردية و بيّنها، وتعامل معها تعاملا إيجابيا، وحولها من نقطة خلاف إلى نقطة تربية وتوعية، فمرة ـ كما في صحيح البخاري عن أنس قال ـ: كان النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه (صرح غير البخاري بأنها عائشة) فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين (وصرح غيره بأنها أم سلمة) بصحفة فيها طعام فضربت التي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها يد الخادم فسقطت الصحفة، فانفلقت فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فلق الصحفة ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة، ويقول: غارت أمكم. ثم حبس الخادم حتى أتي بصحفة من عند التي هو في بيتها فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كسرت صحفتها وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت.
والنبي في تعامله مع هذه الحادثة يعلمنا طريقة للتعامل مع فارق فردي موجود عند النساء بكثرة؛ إنه الغيرة، والتعامل بحكمة مع شيء من التجاهل.
وكذلك كانت طريقة تعامله عليه السلام مع الأطفال مراعاة منه لهذه الفروق فكان يحمل الحسن والحسين وهو في الصلاة، كما رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة قال: "كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فإذا رفع رأسه أخذهما بيده من خلفه أخذا رفيقا ويضعهما على الأرض فإذا عاد عادا حتى إذا قضى صلاته أقعدهما على فخذيه"، وكم هي سعادة الأطفال عندما يتعلقون بآبائهم وهم في الصلاة.
نقلا بتصرف عن الكاتب عبدالطيف البيرجاوى
كنانة اون لاين .
صفات الطلاب
صفات بعض الطلاب اصحاب الفروق الفردية
مراحل المعالجه
نتعرض فيها لمراحل المعالجه للفروق بعد التصنيف وكيفية التعامل معها